الأربعاء، 3 نوفمبر 2010

ريطانى يكشف علاقات غاندى الجنسية

مهاتما غاندى" اسم حين نقرأه أو نسمعه نتذكر قصة كفاح قادها فرد لنيل استقلال بلاده. نتذكر سياسة "اللاعنف" التى دعا إليها


باعتبارها الوسيلة السلمية الوحيدة التى ستمكنه من طرد الاستعمار البريطانى من أراضى الهند."مهاتما غاندى"

اسمه بالكامل "مُهندس كرمشاند غاندى" ولقبهُ أبناء قرية بور بندر الهندية، بالـ"مهاتما غاندى"، والتى تعنى القديس صاحب النفس العظيمة، وقال عنه التاريخ إنه تجرد عن المنافع وسعى للرقى بأنصاره وأعوانه إلى مرتبة فوق مرتبة التباغض الحيوانى والأنانية الكريهة، فلم يكن فى نفسه مكان لغير المحبة والسلام.

وفى الحقيقة لم يكن هذا هو اسمه فحسب بل كان سلوكه أيضا الذى اتسم بالتعفف عن كافة ملذات الحياة ومتاعها، فيذكر أنه أقسم لوالدته وهو فى التاسعة عشر من عمره عندما سافر إلى بريطانيا لإكمال تعليمه بألا يقترب من ثلاث "اللحم والنساء والخمر".

وعلى الرغم من أن هناك كتبا عديدة أرّخت لهذا الزعيم الروحى وتحدثت عن نشأته وكان من أبرزها الكتاب الذى ألفه عنه الأديب الراحل عباس محمود العقاد "مهاتما غاندى..روح عظيم"، والقصيدة التى أهداها إليه الشاعر أحمد شوقى بمناسبة مروره من قناة السويس وجاء فى أبياتها "بنى مصر ارفعوا الغار وحيوا بطل الهند.. دعا الهندوس والإسلام للألفة والورد..سلام حالب الشاه سلام غازل البرد..سلام النيل يا غاندى وهذا زهر من عندى".
وأيضًا الكتاب الذى ألفه عنه المؤرخ إسماعيل مظهر والذى روى فيه حياة غاندى وقصة نضاله ضد العنصرية التى كان يتبعها نظام جنوب أفريقيا ضد المواطنين الهنود، إلا أن تلك المؤلفات جميعها لم تتطرق للحديث عن الحياة الجنسية عند غاندى.وهذا ما حاول أن يتجنبه المؤرخ البريطانى "جاد أدامز" الذى خصص كتابه "مهاتما غاندى" طموح عار للحديث عن الحياة الجنسية عند زعيم الهند.

الكتاب الذى طُرح مؤخرًا فى المكتبات البريطانية ومن المتوقع أن يثير جدلاً واسعًا بمجرد دخوله الهند، يفتش فى الحياة السرية عند غاندى الذى لم يمنعه تعففه وزهده عن النوم مع النساء والقيام بتجارب جنسية غريبة معهن، وذلك على الرغم من أن غاندى كتب بنفسه عن شعوره بالاشمئزاز عندما عاشر زوجته ذات الخمسة عشر عامًا، ونهى الأزواج فى الهند عن معاشرة زوجاتهم وضرورة الاستحمام بماء بارد فور شعورهم بأى رغبة شهوانية، إلا أن الكاتب برؤيته يطيح بصورة الأب الروحى للهند التى تحضر فى ذهن أبناء بلدته عندما يتحدثون عن الزهد والتقشف فى الحياة.

وعلى الرغم من مرور ستين عامًا على وفاة الزعيم الهندى؛ يقول الباحث فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع" ، إنه تخصص فى دراسة حياة وتاريخ غاندى وأطلع على مئات الصفحات من أعماله واستمع إلى شهادة كل من عاصروه؛ رغبة منه فى تكوين صورة عما كان يحدث خلف الأبواب المغلقة فى حياة رجل يعتبر قديسا وأبًا روحيًا للهند.

ويضيف "آدامز" إن ما دفعه للبحث فى الحياة الجنسية عند غاندى، أنه كان يمارس حياته بشكل طبيعى فى سنواته الأولى كأى إنسان متزوج يرغب فى تكوين عائلة حتى جاء عام 1900 ليقطع على نفسه عهدًا بالتعفف والزهد، وليكتشف "آدامز" من خلال الوثائق والكتب التى اطلع عليها والشهادات التى استمع إليها أن التعفف هذا لم يمنعه من الاستحمام والنوم مع النساء العاريات من أتباعه وتسليم جسده العارى لهن حتى يقومن بتدليكه.

ويشير "آدامز" إلى أن تعريف الجنس عند غاندى كان محدودا جدًا وضيقا مقتصرا على الممارسة الجنسية الكاملة، وهو بذلك يتجاهل العديد من الأنشطة والممارسات الحسية التى ينظر لها البعض على أنها أفعال جنسية فى المقام الأول، ويضيف أن غاندى كان يتعمد أن تقوم تلك الفتيات بإغرائه جنسيًا حتى يثبت لنفسه أنه قادر على المقاومة.

ويثبت "آدامز" صحة كلامه من خلال الاستعانة فى كتابه بعلاقة غاندى بك"وسشيليا نايار" شقيقة سكرتيرته و"مانو" حفيدة أخيه ابنة الثمانية عشر عامًا، ويقول إنه على الرغم من أن غاندى حرَّم المعاشرة الزوجية على الرجال أتباعه إلا أنه كان يدعو زوجاتهن للنوم معه فى صومعته الخاصة، وهذا ما أثار غضب أتباعه الرجال الذين كانوا من أشد أنصار قضيته الوطنية.

وأوضح "آدامز" أن تجارب غاندى الجنسية مع النساء كانت عديدة من بينها أنه كان يقوم بالتعرى أمامهن ويأمرهن بالمثل دون اتصال جسدى حتى يرى أن كان قادرًا على مقاومة تلك القوة أم لا؟ ويضيف "آدامز" أن سلوك غاندى هذا تسبب فى امتعاض رفيقه فى النضال ورئيس وزراء الهند الأول بعد الاستقلال "جواهر لآل نهرو" الذى اعتبر أن هذا السلوك شاذ تمامًا وقرر أن يبتعد عنه.

ويشير إلى أن زوجة غاندى الأولى "كاست وربا" والتى تزوجها وهى فى الثالثة عشر من عمرها، عانت كثيرًا معه بسبب غيابه وسفره الدائم والمعاملة القاسية التى كان يلقاها منه أبناؤه بالإضافة إلى امتناعه عن معاشرتها وصومه الدائم عن الطعام إلا أنها قررت أن تزهد فى الحياة مثله ولكن ليس حبًا له بل لأنها زوجة هندوسية مطيعة وورعة.

وأشار "آدامز" إلى أن مواقف غاندى الجنسية كانت محل نقاش وجدل طوال حياته حتى تم اغتياله عام 1948 ليتوقف الحديث عنها، ويكتفى الناس بإظهاره فى صورة البطل القومى ومُنقذ الهند وأبوها الروحى.

وأكد آدامز لـ "اليوم السابع" على أنه ليس فى حاجة للدفاع عن كتابه، وذلك لأن الكتاب كفيل بالدفاع عن نفسه بما يحويه من وثائق ومستندات حصل عليها من خلال أصدقاء وأقارب غاندى.

وأعلن آدامز عن استعداده حاليا لكتابة عمل يتناول وضع المرأة فى المجتمعات العربية وتحديدا مصر وأهم الصعوبات والتحديات التى تواجهها للنهوض بنفسها ومجتمعها.
يذكر أن جاد آدامز هو مؤرخ بريطانى ويعمل زميل أبحاث زائر فى جامعة لندن وأرخ لسيرة حياة المؤرخ البريطانى العالمى تنوى بين وايميلين بانكهرست رائدة حركة المطالبة بحق الانتخاب للمرأة فى بريطانيا

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Free Host | lasik eye surgery | accountant website design